بخفض استهلاك اللحوم والألبان.. نصيحة أممية لمواجهة ملوث قاتل
خلص تقرير أممي إلى أن خفض استهلاك اللحوم والألبان بواقع النصف يعتبر ضمن السبل التي يمكن من خلالها أن يحد المجتمع من التلوث بالنيتروجين في الهواء والأنهار والتربة، بجانب تقييد إسهامه في تغير المناخ.
وذكرت وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية أن النيتروجين بمفرده لا يعد غازا ساما في الغلاف الجوي، ولكن عند امتزاجه بالأكسجين أو الهيدروجين يصبح مصدر تلوث، ويلحق الضرر بالبيئة ويقتل الحياة البرية، كما يسمم الرئتين، بالإضافة إلى أنه عندما يصبح غازا دفيئا يكون أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
وتحتاج النباتات للنيتروجين لتنمو، لذلك يقوم المزارعون بنثر هذه المكونات الكيماوية فوق حقولهم لمساعدة محاصيلهم، ولكن ذلك يؤدي لتراكم مخلفات كبيرة، وتعني الممارسات الحالية أن 80% من النيتروجين الذي يتم نثره لا تمتصه النباتات، ولكنه يتسرب إلى البيئة.
وتسعى الأمم المتحدة للحد من مخلفات النيتروجين بنسبة 50% بحلول 2030، وتعتقد مجموعة من الباحثين أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي أن تتخذ جميع القطاعات معا إجراء معتدلا بدلا من أن يتحمل قطاع واحد كل العبء.
وقال الباحثون إن خفض استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان لنحو 500 غرام من اللحوم أسبوعيا أو تغيير ممارسات الزراعة واستخدام تكنولوجيا جديدة، وهي جميعا إجراءات تدعمها السياسات الحكومية، تعد أفضل طريقة للعمل على إبطاء التسرب السام الذي يلوث الأنهار والهواء الذي نستنشقه.
وقال مارك سوتون، المشارك في وضع التقرير والفيزيائي في مجال البيئة في المركز البريطاني للبيئة والهيدرولوجيا: "فلنواجه الأمر، الوصول لهدف 2030 طموح للغاية". وأضاف"إذا كنا نريد أن نصل لهذا الهدف، فما هي السبل المختلفة للقيام بذلك؟".
وأوضح أن "الأمر لا يتعلق فقط بالأشخاص المعنيين بالإجراءات الفنية- نحن في حاجة للتفكير في خياراتنا الغذائية".وقال: "خياراتنا الغذائية تؤثر على تلوث المياه وتغير المناخ. لذلك يتعين علينا أن نساهم جميعا".