كيفية تتعامل مع الأطفال للتحكم في مشاعره تجاه الاحداث التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي
هناك الكثير من الأحداث التي نمر بها خلال اليوم، في الفترة الأخيرة، والتي تؤثر على الكبار أنفسهم وتجعلهم لا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم نتيجة ما يشاهدونه ويتابعونه، على شاشات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي يتأثر الأطفال أيضاً بما يحدث، أو على الأقل بالنتائج التي تظهر على وجوه آبائهم، فقالت الدكتورة سلمى أبو اليزيد استشاري الطب النفسي، إن تأثر الأطفال بما يحدث في فلسطين، طبيعي ولا نستطيع الحد أو السيطرة على تلك المشاعر.
كيف تعلم طفلك السيطرة على مشاعره؟
وأضافت أن المشاعر التي تظهر على الطفل، لها عدة جوانب، الأول ناتج عن الجينات الوراثية وكيفية تعامل المقربين منه في التحكم في مشاعره، ومدى معرفته بما يدور من حروب في العالم، أما الجانب الثاني نتيجة لما يعيشه بشكل يومي، وخاصة وأن الكثير من الأطفال في ذلك الوقت ينجذبون لألعاب الموبيل القائمة على الحروب والقتل، وقد يعتقدون أن هذا النوع خيالي أو وهمي ولكنهم تفاجأوا بأن هناك من بقوم بتلك العمليات في الحقيقة، وهذا ما جعلهم الأطفال ينقسمون إلى جزئين جزء مصدوم مما يحدث والجزء الآخر متقمص دوره في اللعب ويعبر عن غضبه بشدة ويحاول بخيالة كيف يدافع عن الأطفال الذين يموتون.
التعامل مع مشاعر الطفل بانه أمر طبيعي
وأكدت استشاري الطب النفسي أنه على الأبوين التعامل مع مشاعر الأطفال بأنها أمر طبيعي ورد فعل، فالمشاعر نفسها هي في الواقع إشارات مفيدة لإخبارنا أن هناك شيء ما يحدث داخل الطفل ويحتاج إلى إصلاحها، أو تعديلها، مضيفة أنه يجب التعامل مع المشكلة حسب ما يظهر على الطفل، فإذا كان الطفل يعاني من الخوف، فيجب منحه الشعور بالأمان، بالاحتضان، أما إذا كان شديد الغضب فيجب الحد من اطلاعه على مشاهد العنف واستبدالها بأشياء هادية وأفلام لا يوجد بها أي صراعات.
وشددت استشاري الطب النفسي على أنه من أهم الخطوات التي يجب الالتزام بها في التعامل مع مشاعر الأطفال هي الاستماع إلى مشاعر الطفل، قد تكون هناك مشاعر نحب أن نشعر بها ومشاعر نحب أن نتجنبها، لكن من المهم أن تستمع إلى كل مشاعرك، ومساعدته في البحث عن طريقة صحيحة للتعبير عما يشعر به، فيمكنه تفريغ شحنة الغضب أو الحزن بدعم اشقائنا في فلسطين، وارسال التبرعات على الجهات المعنية بيده لكي يشعر الطفل بأن له دور فعال.
وعلى الأبوين العلم بأن الأطفال لديهم مستوى نمو مختلف عن البالغين، لذا فإن مهارات الإدارة العاطفية التي أتقناها كبالغين تعتبر غريبة عليهم، فيمكنك مساعدتهم على تطوير مهارات الأطفال من خلال تشجيعهم على التحدث، وإخراج ما بداخلهم.