أجهزة الكمبيوتر الكمية.. حقبة جديدة من الذكاء التكنولوجي
تعتبر أجهزة الكمبيوتر الكمية أو Quantum computers، أجهزة "لا يعتمد عليها" حتى يومنا هذا، بسبب إجاباتها غير "المعتمدة"، حيث تستطيع النظر إلى احتمالات عدة، ولكنها تخرج بنتائج مختلفة كل مرة، مما يبعد عنها "الموثوقية".
الأربعاء، أعلن باحثو شركة IBM أنهم ابتكروا طريقة لإدارة "عدم الموثوقية" بطريقة من شأنها أن تؤدي إلى إجابات موثوقة ومفيدة. حيث قالت دوريت أهارونوف، أستاذة علوم الكمبيوتر لنيويورك تايمز: "ما أظهرته شركة IBM هنا هو حقا خطوة مهمة بشكل مذهل في هذا الاتجاه لإحراز تقدم نحو تصميم خوارزمية كمومية جادة".
وتوصلت الشركة لطريقة من شأنها تحويل النتائج العديدة التي يحسبها الحاسوب الكمي بسرعة فائقة، إلى دراسات مفيدة، تجمع وتعطي معلومات ونظريات عن قضية معينة، حتى وإن كانت هذه النتائج مختلفة وليست "موحدة". بينما زعم الباحثون في غوغل في عام 2019 أنهم حققوا "تفوقا كميا"، وهي مهمة يتم إجراؤها بسرعة أكبر على جهاز كمبيوتر كمي من الكمبيوتر التقليدي، يقول باحثو IBM إنهم حققوا شيئا جديدا وأكثر فائدة.
قال جاي غامبيتا، نائب رئيس شركة IBM كوانتوم: "نحن ندخل هذه المرحلة من الحوسبة الكمية التي أسميها المنفعة.. عصر المنفعة."وصف فريق من علماء IBM الذين يعملون لحساب الدكتور غامبيتا نتائجهم في ورقة بحثية نُشرت الأربعاء. تسمى أجهزة الكمبيوتر الحالية بالرقمية، أو الكلاسيكية، لأنها تتعامل مع أجزاء من المعلومات إما 1 أو 0، في وضع التشغيل أو الإيقاف. أما الكمبيوتر الكمي فيقوم بإجراء عمليات حسابية على وحدات البت الكمومية، أو الكيوبتات، التي تلتقط حالة أكثر تعقيدا من المعلومات.
يسمح ذلك لأجهزة الكمبيوتر الكمومية بإجراء العديد من العمليات الحسابية في مسار واحد، بينما يتعين على الأجهزة الرقمية إجراء كل عملية حسابية على حدة. من خلال تسريع العمليات الحسابية، يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمومية أن تحل مشاكل كبيرة ومعقدة في مجالات مثل الكيمياء وعلوم المواد التي يصعب الوصول إليها اليوم. يمكن أن يكون لأجهزة الكمبيوتر الكمومية أيضا جانب مظلم من خلال تهديد الخصوصية من خلال الخوارزميات التي تكسر الحماية المستخدمة لكلمات المرور والاتصالات المشفرة.