هل خلع الحذاء عند الباب.. ثقافة أم خطر على الصحة؟
فيما يعتبره أناس ثقافة تقتصر على شعوب بعينها، يُطلب من الضيوف وحتى سكان المنزل نفسه، خلع الأحذية عند الباب وتركها خارجا، أو ووضعها على رف عند مدخل الشقة، لكنْ هل هناك دواع صحية لفعل ذلك، خاصة أن الأمر قد يغضب الكثير من الناس؟
عدوى بكتيرية
للإجابة عن هذا السؤال، قال الأستاذ الرئيسي في قسم علوم الأرض بكلية بوردو إنديانابوليس في جامعة إنديانا، غابرييل فيليبيلي، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن تلك الطريقة لها "فوائد صحية"، معتبرا أنها "ضرورية لحماية الأطفال وكبار السن تحديدا من الإصابة ببعض أنواع العدوى البكتيرية".
وتابع: "يمكننا تتبع جميع أنواع البكتيريا، لكن من المؤكد أن بعض البكتيريا التي تثير قلقنا أكثر، هي الإشريكية القولونية التي تسبب تشنجات شديدة في البطن وإسهالا دمويا وقيئا".وأضاف: "كانت هناك دراسات قامت بمسح الجزء السفلي من الأحذية، حيث عثر في 99% من النعال على جراثيم تسبب تلك الأعراض".
مخاطر أخرى
ومع ذلك، فإن البكتيريا ليست هي الخطر الوحيد الذي قد تجلبه الأحذية المتسخة إلى المنزل، فبحسب أستاذة الدراسات البيئية بجامعة كولورادو، جيل ليت، فقد "أظهرت الدراسات أنه في المناطق الحضرية حيث توجد منازل قديمة، يمكن دخول غبار الرصاص إلى المنزل بعد أن يعلق على سطح الأحذية". ولفتت الباحثة إلى أن دراسات أخرى كشفت أن الأحذية "قد تكون مصدرا لجلب بقايا المبيدات الحشرية من الحدائق والمنتزهات، إلى داخل المنزل".
وأضافت ليت أن "المعادن الثقيلة مثل الرصاص والنحاس والزنك، تتخلل تربة الحدائق والشوارع الحضرية بسبب عقود من الملوثات، بينما يمكن أن تكون مستويات المبيدات الحشرية مرتفعة في المناطق الزراعية الريفية". ويقول الخبراء إن المنازل التي بنيت قبل عام 1978، من المرجح أن تحتوي على طلاء يحتوي على الرصاص، والذي يمكن أن يتشقق ويتقشر ويتحلل إلى غبار خطير.
ولا يوجد مستوى آمن للرصاص في أي عمر، لكن الأطفال معرضون بشكل خاص للتأثيرات السامة للمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية، بسبب صغر حجمهم وقربهم من الملوثات أثناء الزحف والتدحرج واللعب على أرضيات المنزل.
وشرحت ليت: "بالنسبة للصغار، يعد وضع اليد على الفم إحدى الطرق الأساسية التي يتعرضون بها للمواد السامة وعوامل الأمراض المعدية". وينصح الخبراء سكان البيوت بأنه وقبل الطلب من الآخرين خلع أحذيتهم، التأكد من أن البيت "خال من الغبار قدر الإمكان".
وأكدوا على ضرورة "عدم استخدام المكنسة الكهربائية أو العادية في تنظيف الغبار، لأن ذلك سيؤدي إلى انتشار ذرات الهواء المحملة بالمواد الكيميائية والخطيرة في جميع أنحاء البيت". وبدلًا من ذلك، يفضل استخدم ممسحة رطبة، كما تقول ليت، رغم الاعتقاد السائد أن وضع الماء على الغبار أمر غير محبذ.
وقال فيليبيلي إن الأمر نفسه ينطبق على أي سطح أفقي، مشترطا الابتعاد عن استخدام منافض الريش.وتابع: "يمكن تنظيف الأسطح الأفقية مثل عتبات النوافذ والطاولات وأسفل الكراسي ومقاعد الكراسي وغيرها من الأثاث، بقطع قماش مبللة".