دراسة تزعم مدى ضرر تناول نصف بيضة فقط في اليوم!
زعمت دراسة أن البيض المسلوق أو المقلي أو المخفوق أو في عجة البيض، يشكل تهديدا للصحة، وأن تناول المزيد منه يزيد من خطر الوفاة.
ووجد الباحثون أن تناول نصف بيضة كاملة فقط - بما في ذلك صفار البيض والبياض - يزيد من احتمالية الموت بنسبة سبعة في المائة، وبالتالي فإن الشخص الذي يأكل بيضة واحدة في اليوم لديه فرصة أكبر للوفاة بنسبة 14% مقارنة بمن يتجنب البيض، حسبما تدّعي الدراسة.
ويعتقد الباحثون الصينيون الذين قادوا الدراسة، أن ارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في البيض هو السبب. ويؤدي استبدال كمية معادلة من المكسرات أو البقوليات بنصف بيضة كاملة، إلى خفض معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى الثلث.
وقدم الباحثون استبيانا لأكثر من نصف مليون أمريكي بين عامي 1995 و1996، مع متابعة لمدة 16 عاما. وتُظهر البيانات من هذه الدراسة، المنشورة في PLOS ONE، أن 129328 شخصا ملأوا النموذج الأصلي ماتوا.
وقال المعد المشارك البروفيسور يو زانغ، من جامعة تشجيانغ: "في هذه الدراسة، ارتبط تناول البيض والكوليسترول بأمراض القلب والأوعية الدموية ووفيات السرطان. وزيادة الوفيات المرتبطة باستهلاك البيض تأثرت بشكل كبير بتناول الكوليسترول".
ونوقش الارتباط بين البيض والصحة لسنوات، ولطالما كان يُعتقد أنها إضافة غذائية صحية. ويُضمّن في الإرشادات الغذائية الوطنية في العديد من البلدان. ولكن الطعام، وتحديدا صفار البيض، يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول - وهو أمر معروف بأنه ضار.
وسأل الباحثون المشاركين عن كمية الكوليسترول التي يتناولونها كجزء من نظامهم الغذائي بالإضافة إلى البيض، ووجدوا أن 300 ملغ إضافي من الكوليسترول يوميا زادت خطر الوفاة بنسبة 19٪ على مدار الـ 16 عاما.
ويقول المعدون: "تشير نتائجنا إلى الحد من تناول الكوليسترول واستبدال البيض الكامل ببياض/بدائل أو مصادر بروتين بديلة أخرى لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والبقاء على المدى الطويل''. ويمكن أن يتراكم الكوليسترول في الشرايين، ما يؤدي إلى تجلط الدم الذي يمكن أن يقطع إمدادات الدم، ما قد يؤدي إلى حدوث جلطات أو أمراض القلب.
وتقول هيئة الصحة الوطنية إن البيض خيار جيد كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. وبالإضافة إلى كونه مصدرا للبروتين، فهو يحتوي أيضا على فيتامينات ومعادن. وتقول إنه لا يوجد حد موصى به لعدد البيض الذي يجب أن يأكله الناس، ولكنه يُنصح بطهوه دون إضافة الملح أو الدهون. ويمكن أن يزيد القلي من محتواه من الدهون بنحو 50%.
وهذا البحث يجعل من الممكن النظر في العلاقات بين ما أكله الناس في الماضي، وما إذا كان ذلك مرتبطا بالمرض أو الموت في المستقبل، كما تقول الدكتورة أدا غارسيا، المحاضرة البارزة في تغذية الصحة العامة بجامعة غلاسكو.
وأضافت: "اتخذ المعدون نهجا دقيقا للغاية لتحليل البيانات والنظر في العديد من الجوانب التي يمكن أن تشوه النتائج. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص المتقاعدين الذين تناولوا المزيد من البيض الكامل بنسبة 7%، معرضون للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
ومع ذلك، تنتقد منهجية واستنتاجات الفريق الصيني، قائلة: "إن زيادة الوزن أو السمنة والتدخين أو تناول الكثير من الكحول وعدم ممارسة النشاط البدني، هي عوامل أكثر أهمية بكثير يجب مراعاتها للوقاية من الأمراض المزمنة والوفيات المرتبطة بها. واستنتاجات هذه الدراسة مبالغ فيها. إن إلقاء اللوم على البيض وحده في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، هو نهج تبسيطي واختزالي لمفهوم النظام الغذائي والوقاية من الأمراض".