منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تدرس ضم مواقع تاريخية هامة سياسياً لقائمة التراث العالمي
تبحث منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في إدراج عدد من المواقع التي قد تثير حساسيات قومية وسياسية في قائمتها للتراث العالمي. وتتعلق هذه المواقع بعمليات إبادة وتعذيب، أو ما يتصل بأنظمة ديكتاتورية أو بالحرب العالمية الأولى.
ومن بين ثلاثة ملفات ترشيح اليونسكو مطروحة على لجنة التراث المجتمعة في الرياض، قرر خبراء الأمم المتحدة تضمين القائمة مدرسة الميكانيكا السابقة التابعة للبحرية الأرجنتينية (ESMA)، التي أصبحت اليوم متحفا للذاكرة في الأرجنتين بعدما كانت بين عامي 1976 و1983، خلال آخر ديكتاتورية عسكرية، مركزا سريا للاعتقال والتعذيب قًُتل فيه أو فُقِد أكثر من 5 آلاف شخص، وفق "فرانس برس".
واعتبرت السلطات الأرجنتينية أن هذا المتحف بمثابة "شهادة مادية على انتهاكات حقوق الإنسان، وإدانة ودليل وشهادة على أعمال الإرهاب المرتكبة" خلال حقبة الديكتاتورية.
الإبادة الجماعية في رواندا
وتنظر (اليونسكو) في ترشيحين آخرين لمواقع تذكارية، أحدهما يخص أربعة نصب تذكارية في رواندا للإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق التوتسي وأسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص ما بين إبريل ويوليو 1994. وفي مورامبي، فجمعت القوات المسلحة الرواندية السابقة ما بين 45 و50 ألفا من التوتسي بحجة ضمان أمنهم، ثم قتلتهم.
وفي بيسيسيرو، "تجمع التوتسي في التلال والغابات للمقاومة"، لكن الأمر انتهى بإبادة 50 ألفا منهم، على ما روى وزير الثقافة الرواندي جان داماسكين بيزيمانا. وفي جيسوزي، دُفن أكثر من 300 ألف ضحية من العاصمة وجوارها.
مقابر الحرب العالمية الأولى
وتدرس لجنة اليونسكو أيضا إدراج 139 مقبرة من الحرب العالمية الأولى في فرنسا وبلجيكا في قائمة مواقع التراث العالمي. وتعليقا على ذلك، قالت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون المحاربين القدامى، باتريسيا ميراليس، إن الاحترام الواجب للقتلى "يأتي ردا على وحشية الحرب من خلال منح الجنود القتلى هوية والاعتراف بتضحياتهم".