لم يكتب لهذا القصر الرائع أن يشهد حياة أصحابه، حيث رفضت زوجة الأمير سعيد حليم، الإقامة بالقصر وفضلت العيش في قصر آخر على الرغم من بناء القصر خصيصاً لها
بزخارفه البارعة الجمال وتاريخه الطويل، يقف قصر الأمير سعيد حليم في شارع شمبليون بوسط العاصمة المصرية القاهرة شامخاً يتحدى الزمن، وسط إهمال واضح تدل عليه ندوب الحقب التاريخية المختلفة. يُعرف القصر باسم "قصر شمبليون" لوقوعه بشارع شمبليون، لكنه ليس قصر العالم الأثري الشهير الذي فك رموز حجر رشيد، كما يظن البعض .
نفس مصمم قصر المنتزه
أنشأه الأمير سعيد حليم، حفيد محمد علي باشا عام 1895 لزوجته، وقد أوكل تصميم القصر والإشراف على بنائه للمعماري الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك، الذي صمم العديد من الأبنية الشهيرة في مصر، من بينها قصر المنتزه في الإسكندرية، واستغرق بناؤه حوالي 4 سنوات.
ولم يكتب لهذا القصر الرائع أن يشهد حياة أصحابه، حيث رفضت زوجة الأمير سعيد حليم، الإقامة بالقصر وفضلت العيش في قصر آخر، على الرغم من بناء القصر خصيصا لها، وبعد قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 وبسبب ما أشيع عن معاداة الأمير سعيد حليم السياسية للإنجليز، قُلصت سلطاته، وتم عزله من منصبه كرئيس للوزراء، وتمت مصادرة القصر، وفي عام 1921 تم اغتيال الأمير سعيد حليم في روما.
طراز معماري نادر
وتم بناء القصر على مساحة 4781 مترا مربعا، وصمم على نمط الطراز "الباروك"، الذي انتشر في أوروبا خلال عصر النهضة، والقصر عبارة عن مبنى رئيسي من طابقين وبدروم وجناحين، ويطل على 4 واجهات تحيط بالقصر. الواجهة الرئيسية تتميز بنمط معماري رائع التصميم ذات تماثيل فخمة، وعمودين يعلوهما عقد على هيئة نصف دائرة مزين بتماثيل صغيرة لرأس سيدة، ومزخرفة برسومات نباتات طبيعية وحيوانات، وللمدخل الرئيسي سلم يؤدي إلى سلمان فرعيان، أما المدخل الصغير فيفتح على بدروم القصر.
ويمتاز القصر بطابع معماري نادر، وزخارف بديعة الجمال، ورسومات النباتات والحيوانات التي تزين واجهته فريدة الطراز، أما نوافذ القصر الخشبية فتحتوي على عقود نباتية ذات أزهار، وأشكال لدروع وفيونكات للتزيين، ومجموعة من التماثيل.
تحويله إلى مدرسة
وفي عام 1934 أصدر الملك فؤاد الأول مرسوما بتحويل قصر الأمير سعيد حليم إلى مدرسة تابعة لوزارة المعارف، وأطلق عليها المدرسة الناصرية، كما تحول القصر لمعسكر تدريب الضباط وقت ثورة يوليو 1952، ثم عاد القصر ليتحول إلى مدرسة مرة أخرى، قبل أن يتم إخلاؤه ليظل مغلقا ومهجورا حتى الآن.
مطالبات بترميمه
جدير بالذكر أن قصر الأمير سعيد حليم تم تسجيله كمبنى أثري قبل أكثر من 20 عاما، إلا أنه ظل ينتظر مشروعات للصيانة والترميم منذ وقتها وحتى اليوم، رغم المطالبات المتكررة من المهتمين بالمباني الأثرية والمثقفين، بضرورة ترميم القصر وفتحه للجمهور للاستمتاع بتفاصيله النادرة، أو الاستفادة منه ومن طرازه البديع بأي شكل من الأشكال المناسبة.