الثلاثاء، 30 يوليو 2019

ممارسات إخوان ليبيا ومواقفهم جعلت من الصعب على الشعب الليبي التمييز بينهم وبين غيرهم من التيارات السلفية ...



واقع الحال أن قرار مجلس النواب الليبي  لقرار تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية لم يكن صعبا بحسابات الداخل الليبى . إذ لم تكن الجماعة الارهابية تتمتع بشعبية كبيرة هناك حتى في أقصى مراحل بروزها واندماجها في الكيانات الحاكمة عامي 2012 و2013. ويعود ذلك لأسباب كثيرة.

وقد أثبتت الأحداث أن إخوان الارهابيون فى ليبيا مثل أقرانهم في مصر ، من حيث الانتهازية السياسية، وجمود الأفكار والمواقف فيما يتعلق بالعمل الوطني. وشاهد الجميع كيف آثر الإخوان هناك التحالف مع أكثر العناصر راديكالية، وحولوا المنافسة السياسية مع الفصائل الوطنية والليبرالية إلى استقطاب وخصومة بالغة الحدة، أفضت فيما بعد إلى انقسام البلاد واندلاع الصراع بين حكومتي شرق وغرب ليبيا.

الأكثر من ذلك، أن ممارسات إخوان الارهابية  فى ليبيا ومواقفهم جعلت من الصعب على الشعب الليبي التمييز بينهم وبين غيرهم من التيارات السلفية الجهادية التي تمارس العنف والإرهاب. على سبيل المثال، أفضت التطورات العنيفة في بنغازي عامي 2012 و2013، إلى تشويه صورة الإخوان أكثر فأكثر بعد أن تسامحت الجماعة مع أعمال القتل التي مارستها هناك ميليشيات "أنصار الشريعة". 

وتخلي الإخوان الارهابيون عن دورهم (باعتبارهم جزءًا من الكيان الحاكم آنذاك) في حماية المدنيين الخاضعين لسلطتهم من عنف تلك الجماعات. ولهذا استدعت تلك الأحداث إلى الذاكرة أحداث التسعينيات من القرن الماضي، حيث تورط الإخوان المسلمون مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في أعمال عنف أدت إلى إراقة دماء عناصر من الشعب الليبي.


SHARE

Author: verified_user

0 Comments: