زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى قطر، نشرت صحيفة "دايلي صباح"، المقربة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، افتتاحية تحذر فيها من "تهديد داخلي" قد يؤدي إلى "انهيار" العلاقات بين تركيا وقطر.
وكان وزير الخارجية التركي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الأحد، ووجه الشكر إلى قطر على "دعم" العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، فيما أعرب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن عن "تقدير قطر لموقف تركيا المشرف من الحصار".
وتحت عنوان "الجزيرة الإنجليزية تهديد للتحالف التركي القطري"، أشارت صحيفة "دايلي صباح" في مقالتها الافتتاحية إلى العلاقات القوية بين البلدين والاستثمارات المشتركة التي تقدر بمليارات الدولارات، ودعم تركيا لقطر في مواجهة دول المقاطعة وكذلك دعم قطر لتركيا لمواجهة أزمتها المالية.
وقالت الصحيفة التركية: "هذا التحالف، الذي يبدو أنه لا يتزعزع، أصبح اليوم تحت تهديد من داخله". واتهمت الصحيفة النسخة الإنجليزية من قناة "الجزيرة" القطرية بأنها "تنشر دعاية مضادة لتركيا تحت ادعاء الصحافة المستقلة والحيادية"، في تغطيتها للعملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد الأكراد في شمال شرق سوريا.
ورأت الصحيفة أن تغطية الجزيرة الإنجليزية للعملية العسكرية التركية "لا يمكن تمييزها تقريبا عن قناة العربية وغيرها من أبواق الخليج، مما يثير تساؤلات حول صحة العلاقات التركية القطرية". وقالت: "رغم أن رؤية البلدين متوافقة في الكثير من القضايا، فإن أي شراكة مستدامة يجب أن تكون راسخة الجذور في المصالح المشتركة".
وأضافت الصحيفة أنه "دون مراعاة المصالح المتبادلة تصبح أي علاقة معرضة لخطر الانهيار. وفي ضوء تورط الجزيرة الإنجليزية في حملة التشهير ضد تركيا، لا يُتوقع من الشعب التركي دعم قطر ضد الدول التي يمكن لتركيا أن تنضم إليها بسهولة".
وحذرت الصحيفة من أن "مستقبل العلاقات التركية القطرية على المحك"، وقالت: "قبل فوات الأوان، تحتاج الجزيرة إلى التخلص من جميع الأفراد الذين يسعون إلى تسميم هذا التحالف من وراء ستار الصحافة المستقلة". وأضافت: "إلى أن تتخذ الشبكة الخطوات اللازمة، يجب على الحكومة التركية اعتبار الجزيرة الإنجليزية منبرا إعلاميا عدائياً".
واختتمت الافتتاحية بالقول: "إذا أرادت قطر أن تحرق الجسور مع حليف رئيسي حتى يشعر حفنة من الناشطين من الدرجة الثانية والغربيين الفاشلين بالأهمية، فإن تركيا ليس لديها أي سبب لدعم ظهر الدوحة".
وأثارت الافتتاحية ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك العديد من المعلقين السعوديين بالتغريد حول الموضوع، واعتبر بعضهم أن افتتاحية الصحيفة المقربة من نظام أردوغان تكشف صدعا في العلاقات بين البلدين .
0 Comments: