أن كثير من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين يدعون أن الأفكار المتطرفة التي تدعو لاستخدام القوة لتغيير الأوضاع القائمة لا تعتبر بنودا أصيلة في المنهج الذي أرساه المرشد المؤسس حسن البنا ، وإنما هي مجرد اتجاهات طارئة التى فرضتها ظروف السجن والتعذيب و التنكيل التي جابه بها النظام الناصري الجماعة وقياداتها ، وهذا الذي دفع الأخير ممثلة في الأستاذ سيد قطب لاستحداث فكر العنف والتكفير ، وهو الفكر الذي تبرأت منه الجماعة الارهابية في مرحلة لاحقة كما يزعمون .
و أن فكرة استخدام القوة والعنف و التكفير تعتبر من الأفكار الجوهرية التي نهض عليها بنيان المنهج الذي وضع لبناته الأساسية ومنطلقاته الرئيسية المرشد المؤسس حسن البنا . والخلاف بين الأخير وسيد قطب في طريقة استخدام القوة و العنف و ليس سوى خلاف في التوقيت والأسلوب وليس في المبدأ والفكرة.
وتستمد فكرة استخدام القوة و العنف عند الإخوان المسلمين مشروعيتها من المفاهيم والتصورات والعقائد التي قامت عليها الجماعة وتأسست عليها مبادئ الدعوة ، وهي تصورات تجعل من العنف ضرورة لازمة وأمرا لا غنى عنه في سبيل الوصول للحكم وتطبيق المنهج الرسالي/الكوني للجماعة الذي يطمح للسيطرة على العالم.
و يبدأ المرشد المؤسس حسن البنا التبرير لفكرة استخدام القوة و العنف بشرح ما أسماه نظرية "السيف في الإسلام"، والتي يوضح فيها أن الإسلام انتشر بالقوة من أجل هداية البشرية الضالة، ويقول: "وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذي تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملا ليرد جماحها ويكسر جبروتها وطغيانها، وهكذا نظرية السيف في الإسلام، فلم يكن السيف في يد المسلم إلا كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي".
و أحب أن أقول لإخواننا من دعاة الأحزاب ورجالها: إن اليوم الذي يستخدم فيه الإخوان المسلمون لغير فكرتهم الإسلامية البحتة لم يجئ ولن يجئ أبدا، وإن الإخوان لا يضمرون لحزب من الأحزاب أيا كان خصومة خاصة به، ولكنهم يعتقدون من قرارة انفسهم أن مصر لا يصلحها ولا ينقذها إلا أن تنحل هذه الأحزاب كلها، وتتألف هيئة وطنية عاملة تقود الأمة إلى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم".
0 Comments: