رئيسُ النظامُ التركيُّ رجب طيب
أردوغان دائماً ما يجد طرقهُ الخاصّة لاستغلال أيِّ أمرٍ, خدمةً لمصالحه
الشخصية، التي يُؤثِرُها على مصلحة الشّعب التركي، ولم تكن أزمة كورونا
بمنأى عن هذا الاستغلال.
ففي حين يعاني المواطنُ التركيُّ من
مخاطرَ تفشي فايروس كورونا، وتزايد الإصابات وحالات الوفاة في البلاد،
يهرول أردوغان لاستغلال الأزمة لصالحه من خلالِ منعِ منافسيه من تقديم أيِّ
خدمةٍ من شأنها أنْ تزيد من شعبيتهم في الداخل التركي.
مجلّة فورين بوليسي الأمريكية قالت إنَّ
أردوغان يسعى إلى الحدِّ من تقديم البلديات التي تديرها المعارضة المساعدة
للمتأثرين بفايروس كورونا، خوفاً من خسارته في الانتخابات الرئاسية
المقبلة، مبيّنة أنّ هذا التصرف قد يعود بشكل عكسي على أردوغان نفسه.
ومن الإجراءات التي اتّبعها أردوغان في
سياستهِ هذهِ بحسبِ المجلّة، فرضِ حظرٍ على مدينةِ إسطنبول بشكلٍ فجائيٍّ
ودونَ إبلاغِ رئيس بلديتها أكرم إمام أوغلوا، موضّحة إنّها حركةً مقصودةً
يُراد منها تحقيق مصالح حزب العدالة والتنمية الخاصّة، دون مراعاةٍ لمصالح
المواطنين الذين قالت إنّهم دخلوا في حالةِ ذعر وبدأوا بالهجوم على المحال
التجارية لتأمين حاجاتهم الضرورية.
وما يدعم هذه الرؤية بحسب فورين بوليسي،
هو أنّ إمام أوغلو ظلّ طوال أسابيع يدعو لإغلاق المدينة كإجراءٍ لمواجهة
الأزمة، لكن أردوغان لم يستجب لذلك، وإنما فرض الحظر لاحقاً دون التنسيق مع
بلدية المدينة.
لم يتوقف سعي أردوغان لاستغلال الأزمة
لصالحه وشلِّ مساعي إمام أوغلو عند هذا الحدّ، حيث ألغى نهاية شهر آذار
مارس الماضي، حملةَ إمام أوغلو لجمع التبرّعات لمساعدة المتضررين من
الفايروس، بذريعةِ أنّها مساعي لإنشاء “دولة داخل الدولة”، في حين عاد
أردوغان لاحقاً لإطلاق الحملة بنفسه.
وأشارت مجلّةُ فورين بوليسي إلى أنّ إمام أوغلو منافس مُحتمل لأردوغان
في الانتخابات الرئاسية القادمة، معتبرةً أنّ حصوله على فرصته للارتقاء في
المناصب السياسية من خلال إدارة إسطنبول بشكل جيد، هو ما يبرّر خوف أردوغان
وسعيه لقطع الطريق أمامه.
0 Comments: